شيخ الجدحفصي : استخدام الملتوف يندرج تحت إطار الدفاع عن النفس
ننقل لكم المقتطفات المهمة لخطبة سماحة الشيخ علي بن أحمد الجدحفصي التي ألقاها يوم الجمعة الموافق 28 مارس / آذار 2008 ميلادية ، بمسجد الأنوار الكائن بقرية الديه :
نبي الأمة وحقوق الآخرين :
استهلّ سماحة الشيخ خطبته بسرد القضية المشهورة لنبي الأمة صلى الله عليه وآله التي تبين كيفية تعاطي النبي مع حقوق الآخرين وحرصه على أداء حقوق الآدميين ، فعندما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى مسجده مراراً يصلي بالناس ويُذكرهم أموراً ، وذات يوم وقبل ثلاثة أيام من وفاته صعد المنبر فخطب وقال فيما قال : أيُ رجلٍ كانت له قِبل محمد مظلمة إلا قام ، فالقصاص في دار الدنيا أحبُّ إليّ من القصاص في دار الآخرة على رؤوس الملائكة والأشهاد ، فقام له رجل يُقالُ له سوادة بن قيس فقال سوادة للنبي صلى اللّه عليه وآله في أيام مرضه: يا رسول اللّه إنك لما اقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء، وبيدك القضيب الممشوق، فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة، فأصاب بطني، فأمره النبي أن يقتصّ منه، فقال: اكشف لي عن بطنك يا رسول اللّه فكشف عن بطنه، فقال سوادة: أتأذن لي أن اضع فمي على بطنك، فأذن له فقال: أعوذ بموضع القصاص من رسول اللّه من النار يوم النار. فقال صلى اللّه عليه وآله: يا سوادة بن قيس اتعفو أم تقتص؟ فقال: بل أعفو يا رسول اللّه. فقال: اللهم أعف عن سوادة بن قيس كما عفا عن نبيك محمد. ( مناقب أبي طالب صفحة 235 ) .
احترام حقوق الآخرين ولا سيما :
تعمق سماحة الشيخ في شرح حقوق الآخرين مذكراً برسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السلام ، مؤكداً على وجوب احترام حقوق الأبوين والأولاد ( الأسرة ) ، و حقوق الزوجية و حقوق المواطنة من قبل الحكومات ، أما هدر حقوق وكرامات المواطنين جريمة لا تغتفر ، وقانون 56 هو قانون ظالم ومصادرة للحق الأصيل في القصاص (( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حياةٌ يا أولي الألباب )) ، وذكّر بقانون التأمين ضد التعطل الذي يموّل من جيوب المواطنين باقتطاع 1 % من رواتبهم ، معتبراً ذلك تعدي صارخ على حقوق الآدميين .
رجال أمن أم رجال شغب وإرهاب :
تطرق سماحته لما جرى في الساحة مؤخراً من الإعتداء على بعض الشخصيات الدينية ، واعتبر أن هذا الإجرام يخلق القلق والرعب في نفوس كل المواطنين على اختلاف شرائحهم ، وأعقب قائلاً : نحنُ نحمل مسئولية هذا الإعتداء وهذا الإجرام وزارة الداخلية سواءً كان المعتدي من رجال الأمن أم من جهات أخرى ، فكان لزاماً علينا أن نقول وبصراحة على أن هؤلاء المجرمين لا يصدق عليهم رجال أمنٍ واستقرار بل رجال شغب وارهاب .
الدفاع عن النفس :
تحدث سماحة الشيخ عن المواجهات التي تندلع بعد أن تأتي قوات الشغب المدججة بالسلاح وتعتدي على المواطنين وعلى الآمنين في بيوتهم ، وقال سماحتهُ متسـائلاً : أتريد الحكومة أن نطلب من شبابنا أن إذا تلقوا ضربة على رؤوسهم أن يفتحوا صدورهم لتلقي ضربات إضافية من قبل قوات الشغب الأجنبية التي لا تمتلك رحمة ولا رأفة بأحد ؟
وفي إشارة لتوجه الحكومة نحو تجريم الملتوف قال سماحته : من يبدأ بالإعتداء عليه أن يتحمل مسئولية وتبعات هذا الإعتداء ، فإن للإنسان عزة وكرامة ، ولا يمكن أن يُهان المؤمن ويقتضي الصمت ، وأما استخدام الملتوف فهو وسيلة للدفاع المشروع عن النفس من بطش الإعتداءات المتكررة لقوات الشغب التي تمارس أبشع صنوف التعذيب والقسوة بحق المواطنين ، مستشهداً بالآية الكريمة : "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " ، وتسائل بحرقة : بأيّ حق تعتدي هذه القوات على مسيراتنا واعتصاماتنا السلمية ، وبأيِّ وجهِ حق تستهدف المواطنين والشخصيات الدينية وتكيلُ لهم الإهانات وتعتدي عليهم جسدياً ؟
وختم سماحته خطبته بالقول : نحن كنا ولا زلنا نؤكد على النهج السلمي المسالم وخيارنا كان ولا يزال هو الخيار السلمي لتحقيق المطالب المشروعة ، ولا نريد أن تنجر الساحة للعنف والعنف المقابل ، ولذلك على الحكومة أن تتعقل وتفكر ملياً في مصلحة البلاد وتقدم وحضارة البلاد ، وبالتالي فعليها أن تكبح جماح هذه القوات الأجنبية التي تعيث في الأرض الفساد .
نكتفي بهذا القدر ، ونسألكم خالص الدعاء