طلقات مطاطي في مسجد الصادق إلى ذلك، تفقد ممثلون عن إدارة الأوقاف الجعفرية صباح أمس (السبت) مسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول، وذلك إثر أعمال التكسير التي تعرض لها المسجد مساء أمس الأول بفعل مدنيين مسلحين تابعين لوزارة الداخلية. واتصلت «الوسط» بممثل الاوقاف الذي زار المسجد إلا أنه قال «إن الادارة لن تفعل شيئا تجاه ما حدث في المسجد»، وطلب من محرر «الوسط» ألا يكتب اي تصريح نيابة عنه وبدلاً من ذلك أن يكتب أن «هاتف ادارة الأوقاف الجعفرية رن كثيراً ولم يرد عليه أحد». وتعرضت الكثير من مرافق المسجد للتخريب، وتهشمت كثير من النوافذ، كما رصدت «الوسط» وجود اعداد من طلقات الرصاص المطاطي داخل المسجد، وذلك إثر هجوم مدنيين مسلحين تابعين لوزارة الداخلية على المصلين، وقيامهم بالضرب المبرح للمواطن جعفر عبدعلي من سترة، أدخل على إثره إلى طوارئ السلمانية.
جمعيات المعارضة تدعو إلى عدم تحويل المشكلة السياسية إلى «أمنية»
«الوفاق» تدعو الى ضبط النفس والالتزام بالأطر السلمية الوسط - محرر الشئون المحلية
أصدرت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بياناً يوم أمس جاء فيه: «تابعنا بقلق تطورات الأحداث المؤسفة هذه الأيام، وعلى رغم تأكيدنا ضرورة السماح للاحتجاجات السلمية البعيدة كل البعد عن العنف، للتعبير عن آرائها مع الالتزام بالقانون والنظام وتجنب الدخول في مواجهات مع رجال الأمن، وحذرنا في بيان سابق مع الجمعيات السياسية من خطورة استخدام القوة المفرطة لتفريق التظاهرات والاعتصامات، منها إطلاق الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي بشكل كثيف وعشوائي، فإن الأوضاع تصاعدت وتيرتها بشكل كبير، كمحاصرة القرى ومداهمات الفجر غير القانونية التي تذكرنا بالحقبة التسعينية السوداء».
وأكدت الوفاق «أن رجال الأمن يجب أن يكونوا مساهمين في حفظ الأمن لا أن يساهموا في تأجيج الوضع، وتعريض أمن المواطنين للخطر»، مشيرة الى أنه «ومن خلال متابعتنا للوضع وردتنا الكثير من الشكاوى من قبل المواطنين تفيد بوقوع تجاوزات قام بها رجال الأمن، كتوقيف المواطنين بشكل عشوائي، والقيام بالعقاب الجماعي من خلال توقيف سيارات المواطنين بالطرقات العامة وتوجيه الضرب والشتائم لهم، وتخريب أثاث ومرافق المنازل من دون وجه حق أثناء حملات التفتيش العشوائية وحملات الفجر للقبض على المواطنين، وتوجيه الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي باتجاه المنازل، ما ساهم في حدوث عمليات اختناق وإصابات متعددة للأهالي، وسجلت حالات متعددة في هذا الشأن، وإطلاق الرصاص المطاطي على مواطنين أبرياء يسيرون في الشوارع بعضهم من كبار السن».
وأضاف بيان الجمعية «كما وردتنا شكاوى بأن هناك تجاوزات عدة طالت الكثير من النساء والأطفال من خلال توجيه الشتم والكلمات البذيئة لهم. ووردتنا شكاوى من أشخاص أفرج عنهم بعد اعتقالهم خلال الأيام الماضية أنهم تعرضوا للضرب العنيف والتعذيب النفسي أثناء اعتقالهم والتحقيق معهم».
وقال البيان «وما يؤسف له أن التجاوزات طالت حتى بيوت الله، فانتهكت من دون أي رادع، ومن ذلك ما جرى ليلة أمس من انتهاك صارخ لمسجد الإمام الصادق بالقفول، واستخدام الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وتحطيم المرافق التابعة للمسجد والاعتداء على المصلين داخله، ومن ضمنهم النساء وكبار السن، كما انه شوهدت عناصر كثيرة كميليشيات تابعة لوزارة الداخلية بلباس مدني وهي تحمل الأسلحة في خرق لقانون الأمن العام».
واختتمت جمعية الوفاق بيانها بالقول «إننا نطالب وزارة الداخلية بالتوقف الفوري عن هذه الممارسات غير القانونية واللاإنسانية والتي تقود إلى مزيد من التوتر والاحتقان، كما نطالبها بإلزام قواتها باتباع القانون ومبادئ حقوق الإنسان خلال التوقيف أو التحقيق مع المواطنين، كما نطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين الذين لم يثبت في حقهم خرق لأي قانون واحترام الحقوق الأساسية للموقوفين، وأولها السماح لهم بالاتصال بذويهم وعدم تعريضهم إلى أي أذى جسدي أو نفسي. وفي الختام نناشد جميع المواطنين الالتزام بالأطر القانونية والسلمية للقيام بالفعاليات».
إلى ذلك، قال امين عام جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي حسن مدن: «إن ما حدث خلال الأيام الأخيرة كان نتيجة عدم تفيعل الحوارات الجادة بين الدولة والأطراف الفاعلة على الساحة السياسية، ومن المؤسف أن ينجر الوضع الى الانفلات، ولا مخرج الا بالرجوع الى بأسباب المشكلات العالقة والتعامل مع مجريات الأمور من خلال أفق إصلاحي يتناسب وتطلعات المجتمع».
ومن جانبها، كررت عدة جمعيات سياسية نداءها بضرورة عدم تحويل المشكلة السياسية الى مشكلة أمنية، والعمل على تجنب العنف من أي طرف وتحت أي ظرف أو مبرر، وضرورة السماح للفعاليات الشعبية بالتعبير عن مطالبها مع الالتزام بالنظام والقانون وتجنب الدخول في مواجهات مع قوات الأمن، وضرورة التعجيل في طي صفحة ضحايا حقبة أمن الدولة وتنشيط الحوار السياسي ليشمل كل الفرقاء السياسيين.
مركز البحرين لحقوق الانسان:
39 معتقلاً ومصاباً خلال الأيام الماضية
الوسط - محرر الشئون المحلية
أصدر مركز البحرين لحقوق الإنسان (المنحل) يوم أمس بياناً، أوضح فيه أسماء المعتقلين في منطقتي القفول والسنابس مساء يوم أمس (السبت)، والمعتقلين والمصابين منذ يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري (يوم وفاة الفقيد علي محمد جاسم مكي - 31 عاماً).
المعتقلون مساء يوم 21 ديسمبر في القفول: (تم القبض على غالبيتهم أثناء توجههم لسياراتهم بعد إطلاق الغازات المسيلة للدموع في مسجد الصادق):
- حسين علي الباش (18 عاما) من المصلى.
- حسين أحمد حسين (19 عاما) من المعامير.
- سعيد علي من جنوسان.
- محمد عيسى من المرخ.
- عارف عبدالله معتوق (16 عاما) من المرخ.
الأسماء الآتية تم اعتقالهم ثم الإفراج عنهم في ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي:
- سيدشرف سيدحسين (18 عاما) من المرخ.
- حسين إبراهيم (17 عاما) من المرخ.
- سيدأحمد سيدحيدر (18 عاما) من المرخ.
- سيدأمين سيدموسى (16 عاما) من المرخ.
- محمد يوسف (18 عاما) من المرخ.
- فاضل الجفيري من الجفير.
المعتقلون في منطقة السنابس يوم 21/12/2007:
- خليل إبراهيم ميرزا (26 عاما) من الحجر - في مركز القضيبية.
- باقر درويش (22 عاما) من إسكان السنابس.
وبحسب المركز فقد اقتحمت قوات مكافحة الشغب أمس منازل من أسماهم البيان «نشطاء حقوقيين»، وقامت باعتقالهم ومصادرة أجهزة الكمبيوتر والأوراق الخاصة بهم:
- ميثم التمار (33عاما).
- ناجي علي فتيل (32 عاما)، تم اعتقاله من غرفة نومه، ولم يسمحوا له بتبديل ملابسه، وفتش المنزل بالكامل.
- عبدالله محسن (27 عاما)
- محمد السنقيس (35 عاما)، وحينما لم يجدوه، اقتحموا منزل والديه واعتقلوه من هناك.
- شاكر محمد الهملي.
- أسامة أحمد ربيع (29 عاما).
أسماء المعتقلين والمصابين منذ 17 ديسمبر إلى يوم أمس:
- خليل إبراهيم مشيمع.
- محمد المدوب.
- حسين المدوب.
- زين العابدين علي مبارك.
المعتقلون في منطقة المالكية:
- حسن علي عبدالله.
- إبراهيم خلف إبراهيم.
- محمود عون حسان.
- هشام جاسم (15 عاما).
- صادق علي المطوع (15 عاما).
- علي كاظم سعيد.
المصابون:
- أحمد المطيري (63 عاما) رصاص مطاط في الصدر بعد الخروج من مسجد الصادق.
- محمد سلمان يوسف عبدالرسول (27 عاما) من الديه، اصيب بجروح في جفن العين، كما اصيب في الظهر من جهة اليمين، وحاليا يرقد في مستشفى البحرين الدولي.
- جعفر عبدعلي الخزاز (30 عاما) تعرض للضرب داخل مسجد الصادق، ونقل إلى مستشفى النعيم.
- محمد المخرق، مصور صحافي بصحيفة «الوسط»، تعرض للاختناق جراء الغازات المسيلة للدموع ونقل الى مستشفى البحرين الدولي.
- أحمد محمد علي، مصاب بشظية رصاص انشطاري في الوجه.
- إبراهيم علي عبدالله.
- أمين إبراهيم خليل.
- منصور علي منصور.
- حسن علي أحمد، تعرض لطلق برصاص مطاطي.
- محمد سلمان، تعرض لكسور في أجزاء من جسمه.
درجة حرارة فدك لاتزال مرتفعة... بعد «العناية المركزة»
تحويل الطفل محمد عبدالله إلى مجمع السلمانية الطبي الوسط - فرح العوض
لايزال الطفل محمد عبدالله الذي أصيب باختناق يوم أمس الأول (الجمعة) يرقد في مجمع السلمانية الطبي في جناح 36 الخاص للأطفال؛ بعد أن خضع للعناية المركزة لمدة ساعات، وحرارته لاتزال مرتفعة.
وقالت خالة الطفل التي تدعى أم فدك في حديث إلى «الوسط»: «أتحدث معك وأنا خارجة من السنابس، التي طوقها رجال الأمن من دون أن نعرف الأسباب، وأنا متوجهة الآن للاطمئنان على محمد والخوف يحيط بي، وبأطفالي الذين ينتظرون عودتي في المنزل».
وأوضحت أم فدك بداية الحالة التي أصيبت بها ابنتها فدك حسين وابن أختها محمد عبدالله قائلة: «قبل أقل من أسبوعين أطلق مسيل دموع في أحد المخازن في حينا، الذي يسكن فيه عمال أجانب، ما أدى إلى وقوع حريق، كاد أن يصيب الحي بأكمله»، مضيفة أن «المخزن الذي يعتبر منزلاً في وقت واحد خطير جداً ولا يصلح للسكن إطلاقاً، بل ويشكل خطراً على الحي بمن فيه».
وأشارت أم فدك إلى أنها قامت بالاتصال بالدفاع المدني والأمن، وأبلغت الجهتين عن سبب نشوب الحريق، مبينة أن «الخوف أصاب ابنتي فدك ذات الـ 4 الأعوام منذ ذلك الوقت، ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارتها، وكلما سمعت أصوات انفجارات أو ضربات ما ليست بالضرورة ذات علاقة بالمتفجرات تصرخ وتقول: قد وقع شيء، والشرطة سيداهمون المنزل».
وبحسب أم فدك فإن «ابنتي لاتزال حتى هذه اللحظات تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة والخوف (...) وفي يوم العيد الذي صادف يوم الجمعة لم أستطع الخروج معها لأنها تردد الجملة السابقة باستمرار، وفضلت البقاء مع والدتي»، مضيفة أن «فدك نامت منذ الساعة 11 صباحاً حتى مساء اليوم نفسه عندما بدأت أنفاس ابن أختي الطفل محمد عبدالله تنقطع».
أما عن حالة الطفل محمد عبدالله الذي يبلغ من العمر عامين، فقالت أم فدك إن حرارته لاتزال مرتفعة، وإنه في العناية المركزة.
ووصفت أم فدك بداية مرض محمد قائلة: «كنا جالسين في المنزل مساء يوم العيد وتقريباً عند الساعة العاشرة والنصف مساء وإذا بأم الطفل تنادينا وبصوت مرتفع، فحسبنا أنها أوشكت على الولادة؛ إذ إنها حامل وتترقب مولوداً خلال الأيام القليلة المقبلة، وفور توجهي للغرفة وجدت محمد وقد أغمض عينيه، وذهبت رقبته للخلف»، مشيرة إلى أنها ومن معها خرجوا للأمن الذين قاموا بإجراء إسعافات أوليه له، إلى حين قدوم سيارة الإسعاف.
أما عن حالة أختها أم محمد، فقالت أم فدك إنها لاتزال متعبة، لكنها تجلس معه في المستشفى، منوهة إلى «إنني أحمل رسالة أتمنى أن تصل إلى المسئولين في وزارة الداخلية وهي أننا نأمل منهم ألا يرموا مسيلات الدموع في المناطق السكنية، وخصوصاً أنها تضر بالجميع»، متسائلة هل «الفلفل المطحون يوصل بالناس إلى هذا الوضع؟». ووصفت الوضع الذي تتعايش معه أم فدك قائلة: «نعيش في وضع غير مطمئن على الإطلاق، لا نعلم في أي الأوقات تحدث الحوادث، ولا نملك سيارة حتى نخرج من المنزل، بل ولا نعلم إلى أين نذهب، وأصواتنا لا تصل إلى أحد، وكأننا راضون عما يجري علينا من آلام وعذابات، وخصوصاً أننا نعيش في منازل مكشوفة وبها منافذ كثيرة فلا ذنب لنا في ذلك»، منوهة إلى أن «أمي مقعدة وفي كل مرة نتعرض فيها لاختناقات نتصل بالإسعاف لأخذها، بالإضافة إلى أن الأطفال يصابون بالزكام والالتهابات.